محمد محمود غدية
بقلم محمد محمود غدية / مصر
الرصيف الموازي للحزن
الرغبة فى الكتابة تعادل الرغبة فى الحياة، الألم وحده سبب يدفعك لنزف الجرح على الورق، دون إغفال تفاصيل المشاعر التى تضربك فجأة،
أيامه المتوهجة مع حبيبته، بردت وتقلصت وإستكانت فى ذاوية من نفسه، جميلة إلى حد التوحش، طلب منها أن تقص أظافرها الطويلة، حتى لا تنبش جرحه وينزف الدم، بعد أن إختارت غيره، لاذنب له فى رحيل والده، بعد صراع طويل مع المرض، كان لا بد له بطرق أبواب العمل، لإطعام والدته وإخوته الصغار، وتغيير مساره الجامعى من الإنتظام للإنتساب،
إنها الحياة التى تجعلك ترتاب فى منطق الأشياء، آخر لقاء لهما قابلته بعواطف جليدية، بعد موافقتها على العريس الجاهز، ضاربة بالحب عرض الحائط، لأن الحب لا يفتح بيت حسب قولها، قطرات المطر الغزيرة ترقص رقصة الوداع على أسفلت الطريق، يشرب غربته كل يوم مع شاى الصباح، صرير قلمه على الورق، يخدش سكينة الصمت، الكتابة هى الملجأ والمهرب من قسوة غيابها، وكل الطرق تؤدي إليها
فازت، مجموعته القصصية، تداعيات موت مفاجيء بالنشر الإقليمي، كانت بمثاية القمر الذى يسكب فضته، على ظلمة الحياة فيضيئها، رآها تجلس على نفس الطاولة بالمقهى الذى كان يجمعهما، ترى هل ترسم حلمها القادم، أم تتآسى على حبهما الذى أجهضته ؟
- لا يدرى !
نادى على نادل المقهى دون أن تراه وطلب منه :
أن يعطى حبيبته التى يعرفها، كتابه الفائز بالنشر،
من بعيد شاهدها تقلب فيه، وعند أول صندوق قمامة صادفها ألقت به وإنصرفت، يتضخم بداخله الوجع وينكسر الحلم، يلتقط كتابه من صندوق القمامة، ويمضى إلى الرصيف الموازى للحزن .
قصة
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات