-->
»نشرت فى : الثلاثاء، 4 فبراير 2025»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

سامية خليفة


 المطر 


تحتَ المطرِ لؤلؤةٌ تستحمُّ تجاهدُ كي تخلعَ عنها البريقَ تظنّه غبارًا عالقًا على جسدِها الكرويّ، هي لا تدركُ أسرَهُ للقلوبِ المتعطّشةِ دومًا للجمال.


تحتَ المطرِ مظلّةٌ ترشقُها الأمطارُ قبلاتٍ، لتلك المظلّةِ حكاياتٌ مع الأيدي الغليظةِ واللّينةِ السّخيةِ والشّحيحة، إلا أنّها اتفقتْ على أمر واحدٍ بلا منازعٍ، احتياجُها لتلكَ القماشةِ المفعمةِ وجدًا الممتلئةِ حبًّا ، قماشةٌ لا يخترقُها المطرُ ، آه أيا ليتَها كانت مظلةً نحتمي بها لا من غيثِ الخيرِ وإنما من نوائبِ الأيّام وصروف الدّهر.


تحتٓ المطرِ، أرضٌ متعطّشةٌ تمازجتْ ملوحتُها بتشققاتِ أديمٍ يشبه بأثلامِهِ أيادي الكادحين ووجوهَ العجزة، الأرضُ تحت الغيثِ سترتوي، ستخزّن في جوفها قصّةَ رحلةِ الشّقاءِ والجدبِِ، قصةٌ ستُحالُ إلى ذكرى آيلة للنسيان، بعد انهمارِكَ يا دفقَ الحنينِ، أيا حنينًا أمعنَ في الجفاءِ، كنْ موئلي ورجائي من بعدِ قحل احيِ ذكرى وانعشْ شاهدةً أصابها التشقّق لكنّ اسما بقي حفورا مستجديا قطرات غيثك فلا تبخلْ.


تحتَ المطر بقاعٌ سوداءُ غطّتها أدخنةُ حرائق أشعلتها الفتنُ، الشرّ بحوره لا قرار لهُا، كذلك الغيث سماؤه تدرّ خيرها بلا مقابل، لكنّ الجحودَ أبوابُه لا تحصى .

أستسقيكَ يا مطر غيثا يتساقط بعد صلاةٍ تهجٍد أودعُ فيها أحلامي ونجاوى عمري دعواتٍ يسود فيها السلام .


سامية خليفة/لبنان

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية الحدث للشعر والأدب 2014 - 2015